إن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين بها تُنال الدرجات وتُرفع المقامات وقد خص اللّه عز وجل نبيه محمداً (صلى اللّه عليه وسلم) بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال تعالى
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)).
وإن لحسن الخلق في الإسلام مكانة عالية وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي والتمسك به فلقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا"سنن الترمذي
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن الناس لم يعطوا شيئاً خيراً من خلق حسن"صحيح الجامع
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "علـيك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما"الترغيب والترهيب وتأملوا الأثر العظيم والثواب الجزيل لمن حسن خلقه
* به تنال درجة العابدين فقد قال (صلى الله عليه وسلم):"إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار"السلسلة الصحيحة
* إن أثقل ما يوضع في ميزانك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق"صحيح الترمذي
* ويجعلك أحب الناس إلى الله و تكون به أقرب الناس مجلسًا إلى النبي فعن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:"ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟! قالوا: بلى قال:أحسنكم خلقًا"صحيح الترغيب
وهذه نبذة مختصرة عن أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخلاق رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
عن أخلاق رسول الله (صلى الله عليه و سلم) الطاهرة يقول ابن كثير:كان أشجع الناس وأشجع ما يكون عند شدة الحروب وكان أكرم الناس وأكرم ما يكـون فى رمضان وكان أعلم الخـلق بالله وأفـصح الخلق نطـقاً وأنصح الخلق للخلق وأحلم الناس وكان أشد الناس تواضعاً في وقار إلى يوم الدين.
مــن تــواضــعــه
في السيرة أنـه (صلى الله عليه و سلم) لما دخـل مـكـة يـوم الـفتح جعـل يطأطىء رأسه من الـتواضع وكان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أكـثر النـاس تواضعاً يجيب من دعاه من غني أو فقير أو حر أو عبد.
كــان خــلــقــه الــقــرآن
يقول التميمي: سئلت عائشة (رضي الله عنها) عنه (صلى الله عليه و سلم) فقالت: كان خلقه القرآن يغضب لغضبه و يرضى لرضاه و لا ينتقم لنفسه و لا يغضب لها إلا أن تنتهك حرمات الله فيغضب لله و إذا غضب لم يقم لغضبه أحد.
شـجـاعــتـه و سـخـائـه
كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أشجع الناس و أسخاهم و أجودهم ما سئل شيئاً فقال: لا و لا يبيت في بيته دينار و لا درهم فإن فضل و لم يجد من يأخذه و فجأه الليل لم يرجع إلى منزله حتى يبرأ منه إلى من يحتاج إليه لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت أهله من أيسر ما يجد من التمر و الشعير.
حـلـمـه و صـفـحـه و حـيـاؤه
اتصف رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بالحياء والحلم والصفح عن الإساءة فكان لا ينتقم لنفسه أبداً إلا أن تنتهك حرمات الله و كان شديد الصبر على الأذى من أعدائه و كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أحلم الناس و أشدهم حياءً.
رحـــمـــتـــه
كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أرحم الناس يصغي الإناء للهرة (القطة) و لا يرفعه حتى تروى رحمة لها.
إكــرامــه لأصــحــابــه
كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أعف الناس و أشدهم إكراماً لأصحابه لا يمد رجليه بينهم و يوسع عليهم إذا ضاق المكان ، له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا له وإن أمر تبادروا لأمره ويتحمل لأصحابه و يتفقدهم ويسأل عنهم فمن مرض زاره و من غاب دعا له و من مات استرجع فيه و أتبعه الدعاء له و من تخوف أن يكون وجد فى نفسه شيئاً انطلق إليه حتى يأتيه فى منزله و كان يخرج
إلى بساتين أصحابه و ياكل فى ضيافتهم و يتألف أهل الشرف و يكرم أهل الفضل ولا يطوي بشره عن أحد و لا يجفو عليه و يقبل معذرة من أساء إليه و الضعيف والقوي عنده فى الحق سواء و لا يدع أحداً يمشي خلفه و يقول:"خلوا ظهري للملائكة" ولا يدع أحداً يمشي معه و هو راكب حتى يحمله فإن أبى-(رفض)ـ قال: تقدمني إلى المكان الفلاني و كان يخدم من خدمه و له عبيد و إماء لا يرتفع عنهم فى مأكل و لا مشرب و لا ملبس.
خــدمــتــه لــخــدامــه
قال أنس بن مالك(رضي الله عنه):خدمته نحواً من عشر سنين فوالله ما صحبته في حضر و لا سفر لأخدمه إلا كانت خدمته لي أكثر من خدمتي له و ما قال لي أف قط و لا قال لشيء فعلته: لِمَ فعلت كذا و لا لشيء لم أفعله: ألاَ فعلت كذا.
شـــجـــاعـــتـــه
قال أنس: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أجمل الناس وأجود الناس و أشجع الناس.
وعن علي بن أبي طالب قال:كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه. قوله:احمر البأس أي:اشتد الحرب وقوله:اتقينا برسول الله أي:جعلناه واقية لنا من العدو.
اخـتـيـاره أيـسـر الأمـريـن
عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أنها قالت:ما خير رسول الله(صلى الله عليه وسلم)في أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. "حديث متفق على صحته"
منقول