اليوم العالمي للسيدا

احتفل العالم في فاتح دجنبر باليوم العالمي لمحاربة داء فقدان المناعة، وهو يوم أضحى يكتسي رمزية خاصة على الصعيد الكوني، لاسيما وانه انطلق منذ الإقرار به، للتعبير عن التضامن مع المصابين وعائلاتهم وأسر ضحايا هذا المرض الفتاك، وكذلك لتقييم إنجازات كل الفعاليات، هيئات وأشخاص، في هذا المجال، ودق أجراس الخطر بخصوص انتشاره في صمت بعدد البلدان، ومن بينها المغرب، لاسيما في البوادي.
ويتسبب فيروس نقص وفقدان المناعة المكتسبة "السيدا" في كوارث اقتصادية واجتماعية، فهو يحطم الجماعات والعائلات ويخرب مشاريع المستقبل. وعواقب الإصابة بهذا الفيروس كثيرة في غياب دواء شاف، فالسيدا يقلل من جودة المعيشة قبل أن تقضي على الحياة. ويؤثر على المردودية وعلى قدرة المجتمعات على تامين الخدمات الاجتماعية والصحية الأساسية والتخطيط للمستقبل، كما انه يهدد الحكامة الجيدة، والحق في الأمان الشخصي والطمأنينة، كما يهدد بالحد من قدرة البلدان النامية على تحقيق الأهداف الإنمائية وخاصة الهدف السادس والخاص بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/السيدا. وذلك لحجم الأعداد الكبيرة من الأشخاص التي تنضاف يوميا إلى قائمة حاملي الفيروس أو ما يعرف كذلك بايجابيي المصل، وكذا حجم الوفيات التي يسببها هذا المرض وخاصة في أوساط الشباب والنساء والأطفال.

المستوى الدولي: يمثل فيروس السيدا أزمة عالمية في الوقت الراهن، حيث يصاب بهذا الفيروس أكثر من 11000 شخص في اليوم الواحد،وتحصل معظم الإصابات عن طريق الاتصال بأشخاص من الجنس الآخر. وقد وقع نصف مجموع الإصابات الجديدة في سنة 2001 بين أشخاص من الفئة العمرية بين 15 و 24 سنة. كما أن هذا الفيروس قد قتل حوالي 25 مليون شخص في ظرف 25 سنة، ولازال يقتل حوالي ثلاثة ملايين (3000000) شخص في السنة ، ويصل عدد الأشخاص ايجابيي المصل إلى حوالي 39،5 مليون شخص، 25 مليون منهم يوجدون بأفريقيا وحدها حسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للسيدا. إضافة إلى ذلك هناك 2،3 مليون طفل من حاملي الفيروس والذين يتواجدون في مجملهم في الدول الفقيرة، وهو الفيروس الذي يقتل في كل دقيقة طفل لا يزيد عمره عن 15 سنة، أي بمعدل حولي 500000 طفل في السنة.

المستوى المغربي: يصل عدد حالات الإصابة بفيروس السيدا المصرح بها في المغرب إلى 2080 حالة، لكن و حسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للسيدا يوجد في المغرب ما بين 16000 و 20000 حامل للفيروس سنة 2006 ، تشكل الفئة العمرية ما بين 15 و39 سنة 68 في المائة من مجموع الحالات، وتشكل النساء حوالي 42 في المائة من مجموع الإصابات. والملاحظ هو أن هذا المرض قد عرف تطورا ملحوظا في السنين الأخيرة وخاصة ما بين 2001 و2005 حيث أصيب في هذه المدة الزمنية القصيرة حوالي 54 في المائة من مجموع الحالات.

اتمنى لكم صحة جيدة طول العمر يا رب

ولكم مني فائق التقدير والاحترام