وجدة :مدينة مغربية تقع في عمالة وجدة أنكاد و هي عاصمة الجهة الشرقية وتستضيف مقرها الرئيسي ، تقع في أقصى شرق المملكة على الحدود المغربية الجزائرية، إذ لا تبعد عن المركز الحدودي زوج بغال إلا بحوالي 14 كلم، وبذلك تعتبر مدينة حدودية بامتياز. وتبعد 60 كلم عن ساحل البحر الأبيض المتوسط. في 1 يناير 1994 احتفلت وجدة بألفيتها الأولى.
تقع على الطريق رقم 19 المتجهة إلى فكيك، و الطريق الرئيسية رقم 6 التي تربط الدار البيضاء، فاس ووجدة نحو الحدود مع الجزائر. تمتد وجدة على مسافة 1,7 كم²، و هي تتكون من ثماني جماعات قروية هي : أهل أنكاد، عين صفا، بني خالد، إسلي، لبصارة، مستفركي، سيدي بولنوار، سيدي موسى لمهاية.
جغرافية المدينة
تقع المدينة في منبسط سهل أنكاد الذي يتميز بمعطيات مناخية تجعله قريبا من المناخ الصحراوي. إذ لا تتجاوز فيه التساقطات 150 مم في أحسن المواسم المطرية. كما أن درجة الحرارة ترتفع فيه خاصة في الفصل الحار الصيف لتتجاوز 40 درجة. لكن رغم هذه الوضعية الطبيعية القاسية، فإن الكتب التاريخية والجغرافية التي اهتمت بالمدينة تصفها بكونها ذات منتوجات متنوعة وبساتين ممتدة وثروة حيوانية وافرة. ولا شك أن هذا الغنى الطبيعي لهذه المدينة مرده للفرشة المائية الكبيرة جدا والتي كانت إلى عهد قريب ذات مستوى سطحي، فانبثقت عنها عدة عيون مثل عين طايرت وواحة سيدي يحي وعدة عيون في بوشطاط وواد إسلي.
العمران
تتنوع اشكال البنية في مدينة وجدة وتتخذ انماطا مختلفة ؛ فبالاضافة إلى قلة البنايات المرتفعة وانعدام البنايات الشاهقة ؛ نجد اغلب البنايات تتخذ مستوى واحدا من حيث الارتفاع.
كما ان تواجد المدينة القديمة في قلب وجدة يضفي عليها طابعا متميزا ؛ والتي تعرف نمطا من البناء متميزا على غرار المدن القديمة في اغلب المدن المغربية ولا زالت تحافظ في شكلها العام على كثير من خصائص البناء التقليدي الذي عرفته لاول مرة. وان كانت كثير من البنايات ايضا قد خضعت للترميم نتيجة احوال الزمن. وتتميز بأزقتها الضيقة ودروبها الملتوية التي يمكن ان يتيه فيه الداخل اليها لاول مرة.
كما تاخذ ابوابها نمطا خاصة إذ نجد بعضها من الخشب وبعضها يزين بأقواس، كما ان البناء لاول مرة كان بالطين على غرار القصبات وان كان هناك بعض الاختلاف.
ولهذه القصبة ابواب متعددة يؤدي بعضها إلى الآخر، الباب من الجهة الجنوبية يؤدي إلى " الشارع " ومن الجهة الشرقية يؤدي إلى القسارية حيث الدكاكين المتنوعة ك"الصياغة" الذين يبيعون المجوهرات ؛ وباعة الثياب الجلدية، وغيرها من الدكاكين كل يختص في مجال معين.
في حين نجد احياء أخرى كل ونوع العمران السائد فيه فنجد مثلا حي " القدس " في اغلبه يغلب عليه الطابع الحديث في التشييد والبناء, خاصة الفيلات في حين نجد أكبر حي في وجدة حي " لازاري " يجمع بين انماط مختلفة من البناء فنجد الدار العادية إلى جانب الفيلا إلى جانب العمارة ولكن في نمط متناغم لا تحس من خلاله بالفوارق.
اقتصاد
تتميز وجدة بموقعها الحدودي الهام، ورغم توفرها على إمكانيات اقتصادية وطبيعية هامة، تتجلى أهم مشاكل وجدة في الضغط السكاني على المراكز الحضرية، مقابل انخفاض محسوس في الساكنة القروية، وتدني مستوى التشغيل وضعف بعض مؤشـرات القيم الاجتماعية، وضعف الشبكة الطرقية، ترتفع ظاهرة الهجرة الدولية بوجدة و نواحيها لتمس عائلات بكاملها حيث يمثل المهاجرون إلى الخارج حوالي 28,3% من المجموع الوطني، ويصل المعدل الجهوي للبطالة بهـا إلى 18 % مقابل 11,6% في مجموع البلاد.[15]. عموما فقد ظل اقتصاد المدينة مرتبطا بوتيرة الحركة الحدودية مع الجزائر، انتعاش عند فتح الحدود، و انكماش عند إغلاقها.
تمثل التجارة أهم القطاعات الحيوية في اقتصاد المدينة، حيث ظلت و منذ تأسيسها محور عبور القوافل التجارية في اتجاه فاس غربا، تلمسان شرقا، فكيك جنوبا، و مليلية شمالا.
كما عرفت خلال الحماية حركة تجارية نشطة، و كانت تمثل دور الوسيط التجاري بين المغرب الشرقي و الغرب الجزائري.
أما الصناعة، فقد رأت النور بالمدينة مع الاستعمار الفرنسي، بمناسبة إحداث أول مطحنة في 1928، و قد شهدت الصناعة بعد ذلك تطورا ملحوظا خاصة في السبعينات و الثمانينات، حيث تم إحداث الحي الصناعي و ظهور بعض الوحدات الصناعية إثر عملية المغربة، و استفادة الجهة من امتيازات قانون المالية (المنطقة 4)، غير أن القطاع ظل متواضعا و غير ذي أهمية في الاقتصاد الوطني، مقارنة مع المدن الكبرى للمملكة.
و عن قطاع السياحة، فقد ظلت المدينة شبه مغيبة في السياسة السياحية، لضعف مؤهلاتها(عدا بعض المآثر التاريخية وواحة سيدي يحي)،كما ظل الاقتصاد المحلي لوجدة يعتمد على فلاحة ضعيفة و أنشطة مرتبطة بالتجارة السوداء مع الجزائر و مليلية. و بما أن المدينة هي عاصمة الجهة الشرقية، فإن إشعاعها الإداري تجاوز حدود ولايتها ليمتد إلى عمالتي الناظور و فكيك.
نقل و مواصلات
موقع وجدة الجغرافي أعطاها مكانة إستراتيجية سواء في ناحية المغرب العربي، أو كونها نافدة على أوروبا، وذلك بواسطة مواصلات من الطرق البرية، والسكك الحديدية مع الجزائر (متوقف حالياً)، أو عبر مطارها الدولي.
نقل جوي
مطار وجدة أنجاد
طريق سريع
تحت الإنشاء الطريق السريع A2 وجدة - فاس ب 328 كلم (الافتتاح مبرمج نهاية 2010)
سكة الحديد
خط: وجدة - فاس - مكناس - طنجة - الرباط-الدار البيضاء- مراكش من معالم المدينة
* باب الغربي: باب أثري يطل على ساحة سميت 'ساحة سَرْت' باسم مدينة ليبية تمت توأمتها مع مدينة وجدة.
* باب سيدي عبد الوهاب : باب أثري يطل على ساحة عبد الوهاب. و نظرا لموقعه ولأهمية الطرق المؤدية إليه والمنطلقة منه، فيمكن اعتباره مركز المدينة.
* سوق الفلاح:وهو سوق كبير جدا تباع فيه جميع مستلزمات الحياة اليومية.
* حديقة الاميرة للا مريم:غالبا ما يلجأ اليها الطلبة ايام الامتحانات للمراجعة.
* دار السبتي : معلمة أثرية تملكها الجماعة الحضرية .تستغل أحيانا كقاعة للأنشطة الثقافية. أو الترفيهية .أما في فصل الصيف, فتتحول إلى قاعة للأفراح
* الجوطية:سوق بلدي تقليدي.
* ساحة 16 غشت:ساحة كبيرة في وسط شارع محمد الخامس.
* ساحة المغرب العربي:ساحة كبيرة تتخللها مواقف للباصات المتجهة غالبا نحو غرب المدينة وشمالها.
* ساحة المغرب:أشهر ساحة بالمدينة و أكثرها اكتظاظا بالناس تتخللها نافورة عظيمة وكبيرة كما تنتشر على زواياها محلات تجارية كثيرة لمخلتلف المواد التجارية.
معالم دينية
* معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية: يتخرج من صفوفها مئات الطلاب و حفظة القرآن سنوياً.
* المجلس العلمي بوجدة. من أهم مكتبات المدينة.
كما تعرف المدينة حركة و نشاط كبير في ميدان التصوف المعتدل، من أبرز مواقعهم في المدينة:
* زاوية مولاي عبد القادر الجيلاني: التي يلجأ اليها الفقراء والمريدين كل ليلة الخميس يوم الجمعة.
* زاوية سيدي أحمد التيجاني ساحة العدول:التي يلجأ اليها الفقراء والمريدين كل يوم و خاصة يوم الجمعة.
كذاك توجد بالمدينة أحد الأضرحة التاريخية:
* سيدي يحي بن يونس جرت العادة منذ مئات السنين على زيارة هذا الضريح من طرف المسلمين واليهود والنصارى، ليتبركوا به. وتفيد النصوص التاريخية أن هذا الولي المدفون هاجر من قشتالة إلى وجدة للاستقرار بها فتوفي ودفن بها، بينما تفيد مصادر أخرى أن به جثمان، أو أجزاء منه، القديس يوحنا المعمدان (النبي يحيى بن زكريا ).وما زال ضريحه مزارا لأعداد هامة من اليهود القادمين من كندا وفرنسا وإسبانيا وأمريكا ومن فلسطين المحتلة.
منقول