اتفاضة الأحواز الأخيرة وتداعياتها وطنياً وعربياً.

أن تداعيات إنتفاضة الشعب العربي الأحوازي الأخيرة التي اندلعت في يوم الجمعة المصادف للخامس عشر من نيسان / ابريل لهذا العام 2011م التي جاءت في الذكرى السادسة والثمانين من عمر الإحتلال،

والتي إعتبرت الانتفاضة السادسة عشر في سلسلة متواصلة من عمر الكفاح الوطني الأحوازي منذ تاريخ الإحتلال (1925م)، وفي ظل الوضع الأقليمي والدولي الراهن نجد أن هذه الإنتفاضة قد خلفت استحقاقات وطنية وتداعيات سياسية حساسة على الصعيد الأحوازي، من جهة، وعلى صعيد المحيط العربي إذ أنها لازالت مستمرة ضد التعنت وضد سياسات الإحتلال الاستيطاني الفارسي حيث إتسمت هذه الإنتفاضة بعروبيتها واسلاميتها فنجد الشعارات الإسلامية والعربية واكبت شعارات الثورة والثوار في الأحواز، وباتت هذه الثورة تهدد إستقرار وأمن الدولة الفارسية داخليا ليس هذا فحسب، بل وتعدت حدودها وكشفت ـ هذه الإنتفاضة ـ زيف خطاب ورؤية الدولة الفارسية تجاه الوطن العربي.

وتكمن أهمية هذه الإنتفاضة في إستجابت الشعب العربي الأحوازي لنداءات قادة التنظيمات الأحوازية في الخارج عندما نددوا ليوم غضب أحوازي في يوم 16 من نيسان 2011، فهذه الإستجابة أثارت غيض المحتل الفارسي حيث أصبحت كلمة القيادة والشعب واحدة، وإضافة إلى ذلك رجوع الشعب العربي الأحوازي لوطنه العربي والإسلامي فجاءت إنتفاضة شعبنا العربي الأحوازي بعد الثورات العربية المباركة حيث إنصهرت في يوم الجمعة ويوم الغضب في القاهرة والعواصم العربية الأخرى فبهذه الإنتفاضة المباركة أثبت شعبنا العربي الأحوازي للعالم وللمحتل الفارسي بأن هذا الشعب هو امتداد طبيعي للأمة العربية والإسلامية وكل ما يحصل تغيير في هذه الأمة وفي الشعوب العربية سيتأثر شعبنا العربي الأحوازي لذا تعتبر إنتفاضة الشعب العربي الأحوازي عودة مجددة إلى حضنها الطبيعي والتاريخي والجفرافي ألا وهوالإسلام والعروبة.

فثورة الشعب العربي الأحوازي التي تم قمعها من قبل الأمن الفارسي الذي لم يتورع بإستخدام أساليب غير انسانية ضد هذا الشعب الأبي، فبقمعهم هذا وجرائمهم التي يرتكبونها يوميا على أرض الأحواز كشفت للعالم وحشية تعاملهم مع الشعوب التي تعيش اليوم ضمن خارطة ما تسمى بإيران، فهذه الدولة حاولت جاهدتا إخماد هذه الإنتفاضة فقتلت العشرات من الرجال والنساء والأطفال وأعدمت الكثير منهم واعتقلت الكثير وعذبتهم بأبشع الأساليب اللاإنسانية كل هذا لكي لايصل صوت الشعب العربي الأحوازي إلى العالم.

فهي حاولت وتحاول دائما أن لا تظهر إزدواجية موقفها أمام العالم وخاصة العالم العربي الذي أوهمته بأنها حامية الإسلام وأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تهدد إسرائيل!! وتريد الخير للأمة الإسلامية!! وذلك من خلال شعاراتها التي لا تمت للواقع بصلة، فكل هذه الشعارات لكي تخدع الرأي العام وتتلاعب في الأوراق الطائفية التي إكستبتها من خلال إستخدمها للدين والمذهب وقضايا الأمة كوسيلة لتطبيق مشاريعها وتحقيق حلمها المغبون في المنطقة.

فهي كانت تدافع عن الثورة المصرية ليس دفاعا عن الثوار، بل بسبب الخلاف القائم مع نظام مبارك، فكل شعاراتها الطائفية التي تتخذها بإسم أهل البيت رضي الله عنهم تريدها فقط كغطاءا طائفيا لنظامها الفارسي وذلك ليس حبا بهم بل كرهها بفاتح فارس عمر إبن الخطاب رضي الله عنه والصحابه وهي تحاول من خلال هذه الشعارات والخطط شق صف المسلمين في بلدانهم لتحقيق مأربها الخبيثة. ونجد هذا يتطبق بشكل كامل في تأييدها للثورات العربية في البلدان التي تختلف معاها وتقمع إنتفاضة الأحواز العربية العادلة وتسمي ثورة الشعب السوري الحر بمد صهيوني ومندسين، وتدافع عن رؤس الفتنة الطائفية في مملكة البحرين الشقيقة، وأيضا تدافع عن مشاغبين دوار النفيش وما يثير الدهشة أن جميع المتابعين شاهدوا كيف في الثورة المصرية الثوار لم يجدوا الخبز والماء ليشربوا ويأكلوا لكن في أحداث البحرين رأينا بأن هؤلاء المشاغبين يأكلون سمك مسكوف، جلو كباب من مطاعم الشيرازية، خورشت وأنواع وأقسام المشروبات الغازية والحلويات والمكسرات، يا لها من ثورة!! ونرى الدولة الفارسية من الجهة الأخرى تبكي ليلا ونهارا وتدين تعامل ممكلة البحرين مع المتظاهرين! ونراها تتناقض في مواقفها بالنسبة للثورات فهي تسمي ثورة أبطال سورية عملاء ومندسين وسلفيين أو مد صهيوني، وثوار الأحواز بعثيين ووهابيين وخارجين على ولي الفقيه وصاحب العصر والسرداب ابو صوليح الطهراني.

كل هذه التناقضات في مواقف الدولة الفارسية قتلت المشروع الفارسي الطائفي وأسقطت عورات النظام الملالي الذي يدعي الدافع عن التشيع والشيعة فقط في الدول العربية ويقتل ويبطش الشيعة في الأحواز العربية فهل هذا الموقف موقف دولة تدافع عن الحق؟! إذن من مسؤولية الإعلام العربي أن يتحمل على عاتقه كشف زيف الدولة الفارسية وإدعائتها الباطلة للشيعة في الخليج العربي المرهفين لكي يرون تعامل هذه الدولة مع الشيعة في الأحواز!! فإذا كان دفاعها عن شيعة البحرين دفاعا بريء إذن لماذا تقتل الشعية في الأحواز!!. لذا ينبغي على الشعوب العربية والإسلامية أن تلتفت للقضية الأحواز كقضية إسلامية وعربية وليس شأن داخلي ايراني! فاليوم الشعب العربي الأحوازي يدفع ثمن عبأ الصراع مابين الدول العربية ونظام طهران ودعم هذا الشعب هو ضرورة لتقليص دور الدول الفارسية في دول الخليج العربي والمنطقة، ومن الواجب الإنساني والإسلامي والعربي يتطلب الوقوف من جميع الأطراف مع قضية الشعب العربي الأحوازي ونكشف للعالم بأن لا يمكن لهذه الدولة أن تكون قائدة للدول الإسلامية في ظل مثل هذه السياسات والتصرفات والتعامل مع قضايا الشعوب داخليا وإقليميا، وكما تفعل الدول الفارسية من تحرك قواتها بشكل رسمي أو غير رسمي لتُفَعل مشروعها وتعزز وجودها في المنطقة، نقول نحن لإخواننا العرب افعلوا كما تفعل وإنصروا إخوتكم في الأحواز فهم ينتظرون من يلبي النداء في الضفة الشرقية من الخليج العربي .