قال الله تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } الآية
بسم الله الرحمان الرحيم

أخي الزائر/أختي الزائرة: يرجى التكرم بتسجيل الدخول إن كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلينا وتأكد بأن انضمامك يشرفنا ويسعدنا أن نتعاون على البر والتقوى

وشكرا
قال الله تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } الآية
بسم الله الرحمان الرحيم

أخي الزائر/أختي الزائرة: يرجى التكرم بتسجيل الدخول إن كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلينا وتأكد بأن انضمامك يشرفنا ويسعدنا أن نتعاون على البر والتقوى

وشكرا
قال الله تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } الآية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قال الله تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } الآية

منتديات تزود الإسلامية*وتزودوا فإن خير الزاد التقوى* مرحبا بك يا زائر أهلا وسهلا
 
البوابة*الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمفاثيح العربية
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
AmazingCounters.com
المواضيع الأخيرة
» جامع الكتبية
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالثلاثاء 23 مايو 2017 - 22:24 من طرف زائر

» ضريح محمد الخامس
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالثلاثاء 23 مايو 2017 - 20:14 من طرف زائر

» مسجد الحسن الثاني
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالثلاثاء 23 مايو 2017 - 19:53 من طرف زائر

» صومعة حسان
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالسبت 20 مايو 2017 - 18:39 من طرف زائر

» دعاء قنوت الصبح
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالسبت 13 مايو 2017 - 21:37 من طرف زائر

» البيئة وعناصرها
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالسبت 13 مايو 2017 - 21:29 من طرف زائر

» التلوث وانواع
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالسبت 13 مايو 2017 - 21:25 من طرف زائر

» أخطار التيار الكهربائي
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالسبت 13 مايو 2017 - 21:20 من طرف زائر

» تقويم الأسنان الشفاف
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالثلاثاء 9 مايو 2017 - 16:16 من طرف afefe500

» الحمار الوحشي
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:30 من طرف زائر

» حوادث السير بالمغرب
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالإثنين 17 أبريل 2017 - 21:19 من طرف زائر

» مامعنى القصيدة الحرة
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالأحد 16 أبريل 2017 - 21:32 من طرف زائر

» الجري السريع
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالإثنين 27 مارس 2017 - 12:02 من طرف زائر

» علامات نبوة محمد صل الله عليه والسلام
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالأحد 5 مارس 2017 - 21:59 من طرف زائر

» خباب بن الأرتّ
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالسبت 4 مارس 2017 - 22:16 من طرف زائر

» تاريخ وفيات بعض أشهر مشاهير علماء أهل السنة
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالسبت 4 مارس 2017 - 21:19 من طرف زائر

» الانسان كائن بيوثقافي
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالجمعة 3 مارس 2017 - 22:01 من طرف زائر

» كيف تلخص كتابا
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالخميس 2 مارس 2017 - 23:17 من طرف زائر

» اسباب التلوث والحلول
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالجمعة 24 فبراير 2017 - 20:10 من طرف زائر

» التأمل
الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالخميس 23 فبراير 2017 - 22:39 من طرف زائر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 630 بتاريخ الخميس 27 مايو 2021 - 0:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 997 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو أبو أروى موساوي فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 33694 مساهمة في هذا المنتدى في 13802 موضوع
najinet
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

 الاصلاح بين الناس في رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



الاصلاح بين الناس في رمضان Empty
مُساهمةموضوع: الاصلاح بين الناس في رمضان   الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالثلاثاء 23 أغسطس 2011 - 15:49

الاصلاح بين الناس في رمضان

سنة الاختلاف


القران الكريم
يؤكد لنا حقيقة قانون الاختلاف إذا لا مجتمع بدون هذا القانون الاجتماعي
قال تعالى :{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ
النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا
اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ
يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (البقرة:213) قال تعالى:{ وَلَوْ
شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ
مُخْتَلِفِينَ}(هود:118) و قال تعالى:{ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}
(البقرة: من الآية213)
قال تعالى :{ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ
مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ
يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (البقرة: من الآية253)
ويؤكد الشيخ طاهر ابن عاشور رحمة الله سنة الاختلاف فيقول: (( أنّ جعلهم
أمّة واحدة في الدّين منتفية ، أي منتف دوامها على الوحدة في الدّين وإنْ
كانوا قد وُجدوا في أوّل النشأة متّفقين فلم يلبثوا حتّى طرأ الاختلاف
بينَ ابنيْ آدم عليه السّلام لقوله تعالى : { كان النّاس أمّة واحدة } [
البقرة : 213 ] وقوله : { وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا } في
سورة [ يونس : 19 ] ؛ فعلم أنّ الناس قد اختلفوا فيما مضى فلم يكونوا
أمّة واحدة ، ثم لا يدري هل يؤول أمرهم إلى الاتّفاق في الدّين فأعقب ذلك
بأنّ الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول .)).(
عاشور, 7 / 215) .
وقد يؤرخ لهذا الاختلاف منذُ تلك اللحظة التي بدأ فيها الصراع بين ابني
ادم هابيل و قابيل قال تعالى :{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ
بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ
يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا
يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة:27)
(( تبدو هذه الحادثة بسيطة لكثير من الناس ، فيما هي ( ملحمة ) ، تحتشد و
تتراصف في تضاعيفها وأثناءها قيم كثيرة ذات صلةٍ جوهريّةٍ بخلق التاريخ
واجتراح الزمن الإنساني )) ( الحسن ، 1423 : 13 )
من هنا نرى بأن الاختلاف سُنة اجتماعية تضرب بإطنابها في عمق النفس
البشرية إذ قضى الله ذلك قال تعالى :{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ
النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (هود:118)
من هنا اقتضى الأمر إرسال الرسل لإعادة الحمة بين المجتمع ورفع صور
الخلاف الذي قد يكون عقدي بين المؤمنين وغيرهم من ملل الكفر..ولا بد أن
نقف على حقيقة أن الاختلاف بين جماعات المجتمع البشري حقيقة قائمة بنص
القران قال تعالى :{ وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (هود:118)
(( ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين ، وأنّ معناه العدول عن
الحق إلى الباطل ، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف ، عُقّب عموم {
ولا يزالون مختلفين } باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله
: { إلاّ من رحم ربك } ، أي فعصمهم من الاختلاف وأما تعقيبه بقوله : {
ولذلك خلقهم } فهو تأكيد بمضمون { ولا يزالون مختلفين } . والإشارة إلى
الاختلاف المأخوذ من قوله : { مختلفين } ، واللاّم للتعليل لأنّه لمّا
خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك
الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم ،
والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل ، وقد
تكون معها غايات كثيرة أخرى )) (ابن عاشور , 7 / 215).
ومن المعلوم بإن هذا الاختلاف قد يتأزم بين الجماعات البشرية ليصل إلى حد
الاقتتال وإراقة الدماء و إفساد الحياة البشرية والمادية ، قال تعالى :{
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ
مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (البقرة: 253)

كما إن الصراع بين الإيمان والكفر بين حزب الله وحزب الشيطان قائم منذ
اللحظة الأولى قال تعالى :{ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ
نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا
يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ
الصَّاغِرِينَ } ( الأعراف :12)
وقال تعالى:{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا
اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40)
ويرى الإمام القرطبي أن الغاية من التدافع البشري هو تحقيق التفرغ
للعبودية لله تعالى، ((أي لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من
قتال الأعداء، لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع
العبادات، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد
أمر متقدم في الأمم، وبه صلحت الشرائع واجتمعت المتعبدات )) ( القرطبي ،
12 / 70).
إذا الاختلاف هو موضوع الهود: بين قطبي الإيمان والكفر ويظهر ذلك جليا في
جميع الحوارات التي دارة بين الرسل وقومهم قال تعالى :{ شَرَعَ لَكُمْ
مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا
الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا
تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي
إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} (الشورى:13)
وقال تعالى حكاية عن قوم هود :{ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا
بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا
نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } (هود:53)
إن اتعالى: الذي عرضنا له ليس مجرد خلافا عقائدي بين الإيمان والكفر بل
يتعداه إلى خلاف شمولي على صعيد الأفكار والرؤى و السياسة والاقتصاد و
جميع جوانب الحياة الفردية والاجتماعية . قال تعالى :{ وَمِنَ النَّاسِ
مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ
مُنِيرٍ} (الحج:Cool

وقال تعالى:{ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا
بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً} (الكهف:56)
إذن: الخلاف بين الناس أمر متوقع وذلك لاختلاف قدراتهم وفهومهم وثقافتهم وأهوائهم.
ويبقي ضمن المقبول ما دام أنه ناتج عن أسباب معقولة وليس نتيجة هوى أو
تعصب أعمي للرأي ومع التسليم بهذه الحقيقة فإن الخلاف في عمومه يقود إلى
الشر وإلي الفرقة ولهذا كان أحد مقاصد الشريعة السمحة الحرص على وحدة الصف
وعدم الأختلاف المذموم .
ولكن لأن الخلاف حقيقة واقعة ومن طبيعة البشر فقد وضع الاسلام ضوابط
للخلاف والتعامل مع المخالف وكيفية الوصول إلي الحق الذي ينبغي أن يكون
هدف الجميع.



كيف نتعامل مع الخلاف

- حسن الظن بالأعضاء وتغليب أخوة الإسلام على كل اعتبار
يقول الله تعالي (يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم..) الاية /سورة الحجرات . أية رقم 12
ويقول الله تعالي ( إنما المؤمنون إخوة …..) الأية /سورة الحجرات. أية رقم 10.
- حمل ما يصدر من الأعضاء أو ينسب إليهم على المحمل الحسن قدر الإمكان .
- إذا صدر ما لا يمكن حمله فيعتذر عنهم ولا يعدم قاصد
الخير والحق أن يجد لإخوانه من الأعذار ما يبقي صدره سليماً ونفسه رضية.
يقول الله تعالي ( قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين )سورية الأعراف /أية رقم 151
– اتهام النفس واستيقافها عند مواطن الخلاف والنظر وتحاشي
الإقدام على تخطئة الآخرين إلا بعد النظر العميق والأناة الطويلة.
يقول الله تعالي ( ومآ أبرىء نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ) سورة يوسف / أية رقم 53
يقول الله تعالي ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) سورة القيامة / أية رقم 2
– رحابة الصدر في استقبال ما يصلك من انتقاد أو ملاحظات من الأخوان
واعتبار ذلك معونة يقدمها المستدرك لك وليس مقصود أخيك العيب أو التجريح.
يقول الله تعالي ( الذين ينفقون في السرآء والضرآء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) سورة آل عمرآن / أية 134
– البعد عن مسائل الشغب.
يقول الله تعالي ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) سورة الفرقان / أية رقم 63
_ الا التزام بأدب الإسلام في انتقاء أطايب الكلام وتجنب الكلمات الجارحة
والعبارات اللاذعة ذات اللمز والغمز والتعريض بالسفه والجهل.
يقول الله تعالي (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ) سورة إبراهيم / أية رقم 23
يقول الله تعالي ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) سورة إبراهيم / أية رقم 25
يقول الله تعالي ( ويل لكل همز لمزة ) سورة الهمزة / أية رقم 1
إن مشكلتنا مع المفاهيم أننا نؤمن بها في سياقها النظري، ونقررها في
مواقف كثيرة، فإذا ما قربت الصورة النظرية التي كنا نقرر فيها مواقفنا على
رأي الشرع حتى صارت هي الصورة العملية في حياتنا، وعشنا الخلاف حقيقة
عملية واقعية من خلال ما نلقى من مواقف في حياتنا اليومية رمينا بذلك
المفهوم عرض الحائط ونسينا أصل المسألة الشرعي، وتاهت ألسنتنا في أعراض
المخالفين ترصد تاريخهم، وتبين عيوبهم، وترمي بفضائلهم لا تلوي عليها
عنقاً، وكل ذلك جلبة منا على الخلاف، ورفض معلن لصورته الواقعية، وإن كنا
نؤمن قبل ذلك بصورته المثالية النظرية .
- إن الواقع الذي نعيشه اليوم بات يقرّب الصور التي
نقرأها في حياة السابقين إلى صور عملية واقعية، نخوض فيها تجربة العمل
بالعلم، ونطبّق فيها العلم حياً على أرض الواقع، ولذلك نرى في صور كثيرة
تبدو اليوم أننا أمام صور تختلط فيها الأوراق، ونقف عاجزين عن تمثّل العلم
في حياتنا بصورة واقعية، وبتنا لجدة الخلاف العملي نعثر في التطبيق
مراراً .
إن كثيراً منا يقرر المسألة الفقهية في أحيان كثيرة في ذهنه ويحشد لها
الأدلة الكفيلة ببيان الحق فيها ويقرر عليها القواعد والأصول التي ترجع
إليها، ولما يأتي إلى التطبيق في أبسط صورة تختل الصورة من جديد، ويتضح
لذلك القائل أن المسألة أثناء تنزيلها للواقع اختلفت عن تأطيرها وتقريرها
في الظاهر وخذ مثل ذلك من يفتي الناس في مسألة من المسائل، ثم تقع له
المسألة عملياً يجد نفسه بحاجة إلى إعادة تأمل فيما قال أول وهلة وكل ذلك
يدلنا على الفرق الهائل بين المسألة المعرفية البحتة، وبين صورتها العملية
التطبيقية في أرض الواقع .
إنني أكتب هذه الأسطر وأنا أرى صوراً في الوقع مؤلمة تبدو وهي تحترق
تماماً أمام لغة الخلاف، وترمي بكل أصول العلم وآدابه عرض الحائط، وتقرّر
شعرت أو لم تشعر أن من حاول أن يقول برأيه في مسألة من المسائل مخالفة لما
عليه الواقع ولو كان لها أصل أو دليل أو وجه دلالة من دليل سيطال نسبه في
العلم، وتُتهم نيته، ويساء تاريخه، ويبحث عن أسباب قوله بما يجعله
مغموساً في التهمة حتى الثمالة وكل ذلك لمحاولة لإركاسه في التقليد الذي
ترعرع في رحابه، وعاش في أكنافه .
إنني أدرك أن واجب العلم يحتّم على صاحبه أن يقول الحق، ويأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر، ويدافع كل قول دخيل على الحق لكن كل ذلك مقرون بروح
العلم، ولباس الأدب وإلا صار نزاع عوام على أرض !! ونشوب خلاف بين فريق
كرة في أرض ملعب !! وأعلم يقيناً أن ثمة أقوال بتنا نراها اليوم في الواقع
يزج بها، ويتحمس قائلها لنشرها، ويجلب لها من الدلائل كل ما يملك ربما
ليس رغبة في إظهار الحق، وإنما شهوة لنفس أو صولة لهوى مع الغفلة أن بعض
هذه المسائل مما يتفق العقلاء على أنها بواقعها الذي نراها فيه من تعظيم
شعائر الله تعالى لا يختلف في ذلك اثنان، ومع كل ذلك أدعو لمن آلمه التجهم
للحق بهذه الصورة المشينة ألا يستعدي على المخالف، ولا يتعرّض له بقول
مهما بلغ قوله، وأن يحاول بكل ما يملك من آلة العلم أن يوجه رده لقوله لا
يتعرض من ذلك القول لقائله مهما بلغ وللعلم صولة إذا ركض على الباطل بقوة
كتب عليه أن تموت روحه ومعناه ولو قرأته أجيال الأمة كلها .
- إن الخلاف فرصة للتدريب سعة الصدر، وقبول قول
المخالف مهما كان، وفرصة لتدريب النفس على الحوار، وفرصة كذلك للتعمّق في
فقه المسألة وفهم القضية ومعرفة وجه الدلالة فيها، وهل ترتكز على دليل
قاطع من كتاب أو سنة أو إجماع أو بنيت على دلالة ظنية ؟ وفرصة كذلك على
التركيز على ما نراه خطأ من قول المخالف وتجنّب التهجّم على الأشخاص مهما
كانت الدواعي والأسباب .
- وفرصة كذلك لتنزيل المفاهيم الكبرى في كتاب الله
تعالى على أرض الواقع كالعدل مع المخالف، وحسن الظن به، وحمل كلامه على
أحسن محامله، وتفعيل النصيحة بطرقها وآدابها وآلياتها كما جاءت عن النبي
صلى الله عليه وسلم في حديث : ( الدين النصيحة ) وفرصة على حمل النفس على
الصبر وأطرها عليه، وتهذيبها بمعانيه الكبار .
- إننا بحاجة كبيرة إلى إدراك أن قضية الخلاف لم تلد
اليوم بل ولدت من زمن ولادة الإنسان، وستظل ترافقه وتنمو معه مع مرور
الأيام، وإن كانت لم تنمو في بلد من البلاد بشكل صحيح ظاهر فإن الأيام
القادمة كفيلة بأنها ستشب على غير العادة، وستتوسع بقدر لم يكن معروفاً في
أزمان مضت، وعلينا ألا نقف في وجهها حتى تنمو، وإنما نفسح لها الطريق
ونتيح لها المكان، ونكون مع كل ذلك جاهزين ليس لحربها ونسفها والجلبة
عليها وتهويل آثارها، وإنما بالاستفادة منها، وقبولها بالقدر الذي يتبح
للعقل التفكير فيها بقوة وإعمال قوته في الوصول للحق بالطريق الصحيح .
إننا نحارب اليوم وبقوة قضية الخلاف لخوفنا أنها تميّع الحق، وتجعل له
أبوباً مشرعة يطل منها أصحاب الباطل في كل لحظة، ومع أن هذا صحيح من جهة
إلا أن عوائد الخير فيها كثيرة، ولو لم يكن فيها إلا تحرير العقل من
الحصار المفروض عليه لكان كافياً بالاحتفاء، على أن الحق أبلج من كل دعوى،
ويظل له طعماً زاكياً يدعو الناس للاغتراف منه، وله روحاً زكية تنفد إلى
قلوب الخلق فيعلق بها ويكوّن تاريخها المأمول ( فأما الزبد فيذهب جفاءً
وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) سورة الرعد . هذا والله يحفظكم
ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام
.



مفهوم وحقيقة الإصلاح
قال تعالى " لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو
إصلاح بين الناس" ". وقال تعالى " ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما
توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب .
فالإصلاح كلمة محببة إلى القلوب والعقول ويتطلع إليها كل من يحب التطوير
والرقي والتقدم وهي دعوة حقيقية لكل الناس إلى تحقيقها والعيش في ظلالها
وخلق الإرادة والتصميم والعمل الجاد والمستمر لولوج الإصلاح لكل بيت
ومؤسسة وحزب وليكون مصدر إصلاح للأفراد والمؤسسات بشكل عام .
يقول بعض المفسرين في تفسير في قول الله تعالى: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ
الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88). : الإصلاح هو
محاولات إنقاذ الإنسان وإخراجه من الظلمات إلى النور، وتبصيره بحقيقة
الحياة وحقيقة نفسه.
هذا العلاج للفرد والمجتمع والدولة، للصغير والكبير، للمتعلم والأميِّ،
لا يستغني عنه أحد، وإلا عاش في ظلام المادة، وهو بهذا المعنى الدقيق يعود
نفعه على الجميع وفائدته، وهو مهمة الرسل والأنبياء ومن جاء من بعدهم ممن
حمل رسالتهم، وأدَّى دورهم، وقاد الناس والمجتمعات في طريق الخير.
إن الإصلاح بهذا المعنى الدقيق وبهذا المفهوم الصحيح؛ إنما يفوِّت فقط
الكسب الخبيث، ويضيِّع الفرص غير الكريمة والتي لا تليق بالإنسان؛ لأن
الإسلام يقيم من كل مؤمن ميزانًا صحيحًا دقيقًا، يجعله لا يمدُّ يده ولا
يسعى إلا إلى الخير، ولا يحرص على المغالاة أو يحب نفسه ويعيش لها فقط، بل
يعيش لغيره كالمصباح الذي يضيء لغيره في الظلام، بينما هو يتحمَّل ثمن
هذه الإضاءة.
ما هو الإصلاح إذًا؟
هذا هو الأساس الذي نريد أن نكشف عنه، ونقول: ﴿رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾
(الأعراف: من الآية 89)، يرى الذين لا يرَون الحياة إلا متعةً ومادةً
وطعامًا وشرابًا أنَّ الإصلاح غير ما ذكرنا؛ فهو عندهم: إنشاء الكباري،
ورصف الطرق، وتوسيع الميادين، وإنشاء المدارس والمصانع والمتاجر، وإقامة
المتنزّهات.
ونبادر بالقول حتى لا يظنَّ أحدٌ أننا لا نريد هذه الأشياء، بل نريدها
ونحرص عليها أكثر من حرص الماديِّين عليها، لكن لا نُسمِّيها إصلاحًا، بل
نسمِّيها باسمها الصحيح: ضرورات اجتماعية حيوية ضرورية، لا يستغني عنها
مجتمع؛ فالأولاد لا بد لهم من مدرسة أو معهد أو جامعة يتعلَّمون فيها،
وتكفيهم أساتذتها.
والمرضى لا بد لهم من مستشفيات تكفيهم، وتستعد دائمًا لاستقبالهم وعلاجهم
بأعظم الأطباء وأكثرهم خبرةً، ولا تُفرِّط أبدًا في إنقاذ أي مريض،
والناس في مسيرتهم يحتاجون إلى طرق مرصوفة معبَّدة يُنظّم عليها السير،
تكفيهم ولا تضيق بكثرتهم.
والإنسان يحتاج إلى المتنزّهات؛ بما فيها من خضرة وجمال وورد، والإسلام
يضمن لكل فردٍ في المجتمع البيت الذي يأويه، والعمل الذي يكفيه، والدابَّة
التي تحمله إلى عمله "اشتراك في المواصلات مثلاً"، فالكفالة في هذه
الأشياء التي ذكرناها ضروراتٌ حتمية لازمة للإنسان، أما أن تُسمَّى
إصلاحًا فهي المشكلة.
الإصلاح في تقديرنا أمرٌ أعلى من ذلك وأجلُّ.. مهمة الرسل والأنبياء كما ذكرنا، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور كما بيَّنَّا.
يقول العالم والمربي المرحوم الفاضل، البهي الخولي- رحمه الله-: "هناك
جماعاتٌ تظنُّ الإصلاح مدارسَ تُنشأ، وجامعاتٍ تُقام، وترعًا تُحفَر،
ومصحَّات تُبنَى، ومصارفَ تُدبِّر المال، ومصانع تسدُّ حاجة البلاد، إلى
آخر ما هنالك مما يدور على ألسنتهم، ويَشيع من أنديتهم وصحفهم، وليس هذا
من الإصلاح في شيء، إنما هو ضروراتٌ حيويةٌ يجب أن يسار إليها مع منطق
الحاجة الاجتماعية، أما أنها هي الإصلاح والإنقاذ فلا".
ثم يقول: "ماذا أغنى الاهتمام بالترع والجسور والمدارس والمصانع والمسارح
والصحف وغيرها في أوروبا وغيرها من الدول التي تدَّعي التمدُّن والرقي..
ماذا أغنى الاهتمام بهذا والروح مريض، والاتجاه القلبي فاسد؟، ماذا أغنى
ذلك غير الاضطرابات والقلاقل والمبادئ التي تقوم ثم تزول، والحروب التي
تنطفئ ثم تستعر إلى ما شاء الله" (راجع تذكرة الدعاة).
وكل مَن زار البلاد التي تزعم أنها متحضِّرة رأى بعينيه ماذا يدور في
المتنزهات، وماذا يُرتكب فيها من موبقات وفواحش علنًا؛ مما يندى له
الجبين؛ لأنها عودة إلى عصور التخلُّف والحيوانية الممقوتة، ولذلك اتجهت
الرسالات السماوية، وخاصةً الدين الخاتم إلى إصلاح الإنسان أولاً
واستقامته ورُقيِّه وأخلاقه، وأصبح بحق خليفة الله في الأرض، يصلح ولا
يفسد، ويصعد ولا يهبط.
هل زرت مكة أو المدينة حفظهما الله ورأيت الشوارع والمباني المتواضعة؟!
وهل سألت نفسك ماذا كانت هذه المباني منذ ألف وأربعمائة سنة يوم بُعث صلى
الله عليه وسلم؟ ولماذا لم يسارع المسلمون إلى بناء المتنزّهات وتعبيد
الطرق، قبل إصلاح الإنسان؟!
لقد رُبي الإنسان فصار أمينًا صادقًا راقيًا رحيمًا بغيره، ينفر من كل
الخطايا، ويبتعد عن الكذب، ويمشي على الأرض وقلبه موصول برب الأرض
والسماء، بل أصبح يعيش في هذه الدنيا والجنة والنار أمام نظره.
يسأل صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة، وهو حارثة، فيقول له: "كيف أصبحت
يا حارثة؟"، فيرد بإيمان وصدق: يا رسول الله، أصبحت مؤمنًا حقًّا، فيقول
له الرسول صلى الله عليه وسلم: "ويحك يا حارثة، انظر فإن لكل قولٍ حقيقةً،
فما حقيقة إيمانك؟"، قال: يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا، فأظمأت
نهاري، وأسهرت ليلي، ووالله لكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وإلى أهل
الجنة يتزاورون فيها، وأنظر إلى أهل النار يتصايحون فيها، قال: "يا حارثة،
قد عرفت فالزم" ثلاث مرات.
ذلك هو الإنسان الحقيقي الذي خلقه الله، وأسجد له ملائكته، لا الإنسان
الحيواني الذي يعتدي على غيره، ولا الذي انحطَّ فيهرِّب السموم ليهلك بها
قومه، ولا الذي تدنَّى فلا همَّ له إلا الكسب الخبيث، والتعامل بالربا
والغش والكذب.

ولقد أكد القران الكريم على ان الصالح ماكان متوافقا ومسايرا مع فطرة
البشر ومنسجما مع الوجدان والضمير والعقل .. وعكس ذلك فان الفاسد هو عكس
ماتقوله الآية الكريمة " فطرة الله التي فطر الناس عليها " فكل ماهو مخالف
لهذه الفطرة يعتبر انحراف وفساد ومن هنا فان القران الكريم يركز على
الإصلاح بجميع ابعادة وطرقه وبنوده بحيث يعتبر القران الكريم الكتاب
الوحيد الذي يتحدث عن الإصلاح باعتباره كتاب هداية وإصلاح .
وعلى صعيد الإصلاح الفردي تحدث القران الكريم بكل التفصيلات باعتبار هدف
الرسالات السماوية إصلاح الإنسان وتربيته حيث جاء في القران الكريم " ولقد
كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناه من الطيبات وفضلناه على
كثير ممن خلقنا تفضيلا" فليس غريبا ان يبدأ الإصلاح بخصوص الإنسان كفرد
وهذه ميزة الرسالات الإلهية عن بقية المناهج البشرية.
ومن اجل الإنسان أطلق الخالق عز وجل له العنان ان يفعل ما يشاء في الأرض
لرفاهيته وسعادته ولكن حذره من ان يستغل هذه الإمكانيات في الفساد أو
الإفساد "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وأدعوه خوفا وطمعا ان رحمت الله
قريب من المحسنين".
والإصلاح الفردي وفق النظرة القرآنية لا يمكن ان يتحقق إلا إذا جاهد
الفرد على القيام بامور تتمثل في تصحيح المعتقدات الفكرية، التي عادة ما
يقتبسها الأفراد من مجتمعاتهم من دون التدبر والتأمل في صحتها أو سقمها،
وإذا سئل ما هذه الأفكار "قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم
لمقتدون" ولكي يتم الإصلاح لابد من مراجعة هذه الأفكار من أي مصدر
أقتبسها، هل من مصدر سماوي حتى يسير على وفقها أم من مصدر بشري جائز الخطأ
والاشتباه وإزالة الترسبات النفسية، والأخلاقيات الدنيئة من الأحقاد
والضغائن والحسد والكبر والحرص وإعطاء حقوق الآخرين وإصلاح أخطائهم.
لذلك فان الإصلاح يرتكز على أمرين أساسيين الأول يقوم على وجود قوانين
ودساتير دقيقة وصائبة وشاملة لجميع نواحي الحياة البشرية بحيث يلبي جميع
حاجات الإنسان الفردية والاجتماعية والروحية والمادية والثاني وجود شخصيات
لها القدرة على تطبيق الدساتير بحذافيرها من دون المساومة عليها أو
الرضوخ للعلاقات الشخصية ا و الرضوخ لولاة الأمر والخروج عن القوانين
والأنظمة وبالتالي يطغى الفساد على كافة الأعمال الايجابية وتصبح سلبية
وبهذين الأمرين يتم الإصلاح في المجتمع وفق رؤى نيرة بعيدة عن المحاباة
وعن المصالح الشخصية أو التي تكون تحت تأثيرات سلطوية داخلية أو خارجية
ومن دونهما فكل إصلاح يراد تحقيقه في المجتمع فهو إصلاح ناقص أبتر إن لم
يكن في بعض الحالات يفسد أكثر مما يصلح، فالإصلاحات الاجتماعية التي تنادي
بها بعض المؤسسات أو الأحزاب السياسية ما هي إلا إصلاحات جزئية تشمل
جانبا معينا من جوانب المجتمع على أحسن حالاتها .
لذلك فان الإصلاح المنشود يجب ان يرتكز عل أسس محددة أولها الشمولية وعدم
الانتقائية الرامية إلى مصالح فئوية وشخصية وأهمية ان يكون الإصلاح قابل
للتنفيذ دون عقبات وبإرادة جماعية وتوافق مجتمعي يلبي حاجة الأكثرية
الشعبية الاردنية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mojahid
متزود فضي
متزود فضي
mojahid


ذكر
عدد الرسائل : 889
العمر : 39
البلد : maghreb
تاريخ التسجيل : 21/10/2010
نقاط : 10920
السٌّمعَة : 0
علم الدولة : المغرب

الاصلاح بين الناس في رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاصلاح بين الناس في رمضان   الاصلاح بين الناس في رمضان Emptyالجمعة 23 مارس 2012 - 21:36

بارك الله فيك
أشكرك على موضوعك الجميل
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
بانتظار مشاركاتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاصلاح بين الناس في رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قال الله تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } الآية :: زاد الإيمان :: زاد المناسبات الإسلامية-
انتقل الى: