رفعت قلمي

بسم الله الرحمن لرحيم

رفعت قلمي




رفعت قلمي اكتب أول قصيدة *** وقد علمت أن في نفسه ترددا

رجوته فهم قصدي وان شعري *** ما جاء في عصر ليتفردا

يا قلم اكتب فلست بشاعر *** ولا ملهما شعرا ولست مجددا

إنها الأيام تبدي لك مساوئ شعر *** قد صار في كل الأقطار مرددا

أصحابه الهيامى في كل واد *** كذبا و زورا قد ظنوا تخلدا

أوتيت من هوى القوم وشهواتهم *** غزلا للصبايا وللأمراء توددا

فمنهم العاشق الولهان يكاد يبدي *** شركا لمحبوبه من الصبابة تعبدا

خذلانا من الله أفشو فحش الكلام *** فغرروا كل مخبول بهداهم اهتدى

فتنوا الشباب حتى صارت قلوبهم *** غلفا حجبت عنها أنوار الهدى

أما القصور فصارت للقوم قبلة *** ومن فيها بتقديسهم للخلق سيدا

لا حبا لممدوح مدوا أعناقهم بل *** لكسب المال طربا مدوها مدا

حسبوا التشدق بالنفاق بلاغة *** ولجوا في غمار المدح تعبدا

ما رأينا بل ما سمعنا مثل هذا ؟ *** فرشوا الطريق للطغيان ممهدا

أوتيت كل الحكمة بل هي عصمة *** وكان ذاك بعد خير الخلق محمدا

حسن الخطاب أوتيت بل فصله *** وصاحبهم غير متقن نطقا ولا نقدا

أقمت الدين والملة العصماء حميتها *** ولا زال خليلهم للملة مبغضا ومبعدا

وأهل الكفر خذلت ورددت كيدهم *** والحكيم للدين و أهله كائد كيدا

ومنعما ردوه وصاحب الفضل كله *** وما للقوم مخلص بعده أبدا

وصاحبهم في خيرات قومه منعم *** مازادهم فضله إلا فقرا وتشردا

سموه قائما بشان قومه خادما لهم *** وأحسن الألقاب فخرا به وتمجدا

وما غيرت له ألقاب الزور يوما *** طبعا بل زادته من الفضائل تبعد

تآمر الشعراء عليك أيها القلم *** طوال زمن الغي فصيروك عنيدا

و أحبار سوء كفعالهم فعلوا *** قول حق حرفوا فزادوك حقدا

جعلت مطية العلم من كل مدع *** ملا رأسه هوى وعده الناس رائدا

بك أباطيل كتبت واغاليط سطرت *** وتلبيس من المنزل المعصوم قد عدا

أشفق الخلق عليك عالمهم وجاهلهم *** فاقبلني ممن أشفق صاحبا و مساندا

غير مدع علما ولا فصاحة اوتيتها *** إلا غيرة ملأت قلبا وأحشاء وكبدا

فما أحسست منه ردا بعد قولي *** إلا امتهانا واحتقارا زادني منه بعدا

قائلا في نفسه ابعد كل هذا الزمان *** يأتيني اليوم غر يرد لي الحق ردا

فاصبر علي يا قلمي وطاوعني *** نعم غر لكن مقدم وشعري لك فدا

أسرها ولم يبدها به حيرة من تطاولي *** الفتى مجنون أم بالجنون معتدا

فخاطبني وما العتاب أراد إسماعي *** بل ثني عزمي قد كان منه قصدا

يا بني,من العلماء أنت أم طالب *** للعلم فنأخذ منه ميثاق و العهدا

فأجبته لا لكني للعلم محب ولأهله *** داعيا بالثبات على الحق ومرددا

تاليا قران ربي ولسنة نبيه مقتفيا *** محبا ومدافعا قد مجدتهما تمجيدا

تأملت التاريخ تحريفا قد ملأته *** ما التحريف منك بل بمن بك اعتدا

أبيت اليوم أن تريق من حبرك لي *** وقد أريقت منك دماء فمد لي مدا

فلا زلت ارجوه فهم مقالتي فما *** زاده قولي إلا بعدا و تمردا

حسبنا الله من بعد هذا لأمة *** أبى لها القلم إنصافا ونصرا مؤيدا

فهل بربك بعد ذا من ناصر يقيم *** أركان الحق بعد أن هده الدهر هدا

انتهت وبالله التوفيق

جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
ونفع بك الاسلام والمسلمين
وجعله في ميزان حسناتك