تاريخ تطور الطرقات

وقد ظهرت أول الطرق المرصوفة في بلاد الهند في أعقاب اختراع العجلة حوالي 3500ق .م وفي مصر القديمة توجد علامات واعتقاد قوي بأن فترة بناء الأهرامات مابين3000 و 2000ق . م قد شهدت بناء للطرق المرصوفة التي استخدمت في نقل الأحجار الضخم من المحاجر إلى مواقع الإنشاء .كما تشير الحفريات الأثرية إلى وجود طريق مرصوف بالأحجار في جزيرة كريت يعود إلى ما قبل عام 1500ق . م. وتنقل المصادر التاريخية إن طريقا مهما قد تم بناءة بين بابل ومصر بعد عام 539ق . م .
وفي حين كان قدماء المصريون يرصفون طرقهم بالقطع الحجرية ؛ كما استخدم البابليون والآشوريون مداميك من الطوب المحروق في رصف الطرق حول المعابد وداخل شوارع المدن ؛ كما استعملوا أيضا خلطة مكونة من الإسفلت والطين كمادة رابطة في عمليات الرصف
ومن الحضارات القديمة التي اهتمت بإنشاء الطرق الحضارتين الفارسية والرومانية . حيث شيد الفرس في عام500 ق . م . طريقا بلغ طوله 2500كم . وقد بلغ الرومان شائنا في إنشاء الطرق لم يبلغه احد من قبلهم ؛حيث يقدر طول شبكة الطرق التي شيدت من مختلف أنحاء الإمبراطورية الرومانية بحوالي 90000كم من الطرق المرصوفة بطبقات متعددة من الركام وكسر الحجارة والكتل الحجرية؛
وقد تميزت الطرق الرومانية بعدة خصائص كانت نتيجة للفلسفة الأساسية من وراء أنشاء تلط الطرق وهي توفير سرعة انتقال والديمومة حيث كانت تلك الطرق منشاة أصلا لنقل الجيوش والمعدات الحربية بغرض السيطرة الأمنية على مختلف أرجاء الإمبراطورية ؛لذالك كانت الطرق مستقيمة لتحقيق السرعة المطلوبة أخذا في الاعتبار أن المركبات المستعملة في ذالك الوقت لم تكن مزودة باليه الدوران , كما ان الرصف كان سميكا جدا يزيد عن 1متر بالرغم من فلة عدد المركبات وانخفاض أحمال العجلات في ذالك الوقت ومن مظاهر تطور ايضا في عهد الرومان انشاء الجسور والتي كانت على هيئة عقود حجرية مازالت الى الان في بعض مناطق حنوب أوروبا
ولم تشهد أساليب أنشاء الطرق أي تطورات مهمة حتى النصف الثاني من القرن الثامن عشر والذي يعتبر بداية نهضة الطرق حيث بداء التفكير في انشاء طرق لها قدرة عاليه مع الاقتصاد في استخدام كميات الصخور اللازمة لانشاء طبقات الرصف .جاء التطور الاول في هذا الشأن على يد الفرنسي تراساجيت Traseguetعام1771م والذي قام بإنشاء مجموعة من الطرق داخل فرنسا بسمك لا يتجاوز 30 سم ويتكون القطاع من طبقة اساس من الاحجار المرتبة على هيئة اهرامات تعلوها طبقات اخرى من كسر الحجارة باحجام اصغر كما روعي عمل ميول عرضيه لسطح الطريق لتصريف مياة الامطار
في بريطانيا شهدت نفس الفترة تطورا مماثلا في انشاء الرصف على هيئة طبقـات والاهتـــمام بتصريف المياة على سطح الطريق . وقد برزأثنين من الرواد في هذا المجال هما توماس تلفــورد (Thomas Telford) وجون ماكدم (john Macadam) ؛ وقد نشـر الاخيـر طريقــة منهجيــة لرصف الطرق عام 1827م عرفت باسمة . ويمكن اعتبار طريقة ماكدام هي البداية الفعلية لهندسـة الطرق الحديثة . وبالرغم انها جاءت تطويرا لأساليب انشاء طبقات الرصف الموجودة انذاك ؛ الا انها قد حددت عدد من الشروط والمواصفات المهمة والتي استهـدفت العنـاية بتربـة التـاسيس
واختيــار طبقات الرصف لضمان التوزيع التدريجي للاحمال وضرورة تصريف مياة الامطاروعمل الميول الجانبية قطاع رصف . تم انشاءة في انجلترا عام 1827 باستخدام طريقة ماكدام . ويتكون من طبقة اساس بسمك 20 سم من الاحجار منتظمة الحجم (7.5سم ) تدمك بعد وضعها على تربة اساس مدموكة ومجهزة بميول عرضيه مناسبة .تعلو هذه الطبقة طبقة سطحية بسمك 5سم من ركام ذو حجم اصغر (2.5سم )
وشهـدت السنوات اللاحقة ادخال تطويرات مهمة على طريقة ماكدام استهدفت تحسن التماسك بين حبيبات الركام والحدمن تطاير الغباروكذالك مواجهة الاحمال المتزايدة لاوزان العربات التي تستخدم الطريق فظهر ما يعرف بماكداك المائي والماكدام البيتوميني ؛ويمثل النوع الاول ( ماكدام المائـي ) في رش الماء على سطح طبقة الركام التي يتم دمكها حيث يسهل الماء عملية الدمك ويكون عجينة لينة من المواد الناعمة الناتجة عن تفتيت حبيبات الركام بسبب عملية الدمك وتعمل هذة العجينه على تماسك حبيبات الركام وتزيد من قوة ثبات طبقةالرصف
في الماكدام البيتوميني يتم رش البيتومين السائل على سطح الطريق بحيث يسهل عملية الدك ويقوم بدور المادة الرابطة لتوفير اللالتصاق اللازم لحبيبات الركام وبذالك يكن من الحصول على قيادة افضل واكثر تماسك وديمومة مع التخلص من مشكلة تطاير الغبارعلى سطح الطريق بسبب مرور العجلات
ومع ان النهضة الاقتصاديةالشامله في بداية القرن العشرين وتطور صناعةالمركبات كان لها دور في تطوير انشاء الطرق من الناحيتين العملية والعلمية الا ان الحربين العالميتين الاولى (1918-1914)والثانيه (1945-1939)كان لهما الاثر الأكبر في تطوير صناعة الطرق وذلك لما تطلبتة من حركة نقل كبيرة للجيوش والمعدات وايضا ظهور الحاجة الملحة لانشاء اعداد كبيرة من مهابـط الطائرات
كما ان هندسة الطرق استفادت بدورها من التقدم الشامل الذي شهدتة العلوم والتقنيات الاخرى حيث تستخدم طرق تصميم الرصف الحديثه اخر ما توصلت اليه علوم المواد ونظرية تحليل الانشاءات ونظرية لمرونة وتقدم صناعة المواد البيتومينيه ....... الخ
وقد ظهرت عام1933 م اول مواصفات خاصة باعمال الطرق في بريطانيا وكانت عبارة عن كراستي ملاحظات الاولى بعنوان غطاء الاسفلت المفرد والثانيه بعنوان غطاء الاسفلت المزدوج وتحتويان على وصف طريقتين للرصف باستعمال الاسفلت البارد واعقبتها في عام 1935مواصفات خاصة بالرصف الساخن وهي (BS/594) وتوضح كيفية خلط الركام مع البيتومين.
وشهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تقدما كبيرا في مجال هندسة الطرق وبشكل عام وفيما يخص تصميم الرصف والخلطات البيتومينية بشكل خاص حيث ظهرت انواع متعددة من الرصف البيتوميني مثل خلطة الاسفلت الملفوف الساخن والخرسانة الإسفلتية بانواعها المختلفة مثل الخلطه الخرسانيه الكثيفة التدرج وذات التدرج المفتوح والاسفلت المسامي ..... الخ ؛ كما ظهرت عدة طرق لتصميم الخلطات الإسفلتية من اشهرها طريقه مارشال وطريقة هبرفليد وغيرها